الأسبوع الماضي عندما قدم الفريق ككل أمام عشاقه من لاعبين وأطر ومسيرين، إذ تعد أول مرة يقوم فريق مغربي بهذه البادرة الطيبة التي ومن دون شك لفتت الأنظار ولاقت إستحسان الجميع، سواء عشاق ومحبي الفريق الأحمر أو جماهير الكرة ككل·
عودتنا الأندية العالمية وخاصة الأوروبية أن تقدم لاعبيها الجدد والفريق ككل قبل بداية كل موسم، حيث يراهن مسؤولو هذه الأندية المحترفة على التواصل بجماهيرها قبل إنطلاق الموسم، هو إعتراف كبير لهذا الجمهور عندما تقدم له الفريق ككل الذي سيشجع طيلة هذا الموسم، بل هو إحترام لمشاعره حيث يسمي المسؤولون هناك هذا اليوم بـ "يوم التعارف والتواصل" بالمشجعين·
عودتنا أيضا الأندية المحترفة أنها تخصص يوما لتقديم نجومها للجماهير ووسائل الإعلام، فعندما تابعنا الطريقة التي قدم بها رونالدو وكاكا بالريال أو إبراهيموفيتش ببرشلونة وكذا الجمهور الذي احتشد من أجل تحية النجوم الجديدة ومشاهدتها مباشرة لأول مرة سيتأكد مدى نجاح هذه الفكرة على صعيد الإشهار والترويج والماركوتينغ، ويكفي ذكر عدد القنوات التلفزية التي اشترت حفل تقديم البرتغالي رونالدو من إدارة نادي ريال مدريد حيث فاقت المائة، ليتأكد مدى أهمية هذه الخطوة والثمار التي يمكن جنيها·
والأكيد أن الوداد ومن خلال الخطوة التي قام بها يجسد أن هناك حسا إحترافيا بدأ يدب في خلد المسيرين المعنيين أيضا بالمساهمة في النهضة الإحترافية والنقلة النوعية التي تسعى الكرة المغربية إلى تحقيقها، حس إحترافي لابد أن يكون سلاح المسيرين الأحوج لدغدغة مشاعرهم والبحث عن أفكار كفيلة بتغيير طابع الهواية التي يتمز تدبير أنديتنا·
خطوة الوداد إنما تؤكد الطابع الإحترافي الذي بات يسير على سكته هذا الفريق، إذ لابد أن تتبعها خطوات أخرى، فلا ضير إن نحن إقتفينا آثار الآخرين الذين سبقونا في هذا الميدان وحققوا النجاحات، أو قلدنا طرق تدبير أنديتهم·
فتقديم الفريق بداية كل سنة سيصبح من دون شك عرفا وتقليدا وسُنّة محمودة في برنامج الوداد بعدما حققت هذه الفكرة نجاحا كبيرا بدليل تفاعل الجمهور الأحمر الذي حضر هذا الحدث، ولربما سيبتكر المسؤولون الوداديون طرقا وصيغا أخرى مع توالي السنوات بحضور المستشهرين وبمتابعة جماهيرية أكبر قياسا بالقاعدة الجماهيرية التي يحظى بها الفريق الأحمر والتي تجسدت في الموسم الأخير من خلال الحضور الذي ميز مباريات الوداد·
ولأنها خطوة جد إيجابية فلابد لأنديتنا أن تحاكي فكرة الوداد، لابد منها أن تضع في أجندتها السنوية مع انطلاق كل موسم تقديم الفريق لجمهورها، فكثيرة هي الأفكار التي تبقى بسيطة وصغيرة، لكن أجرها يكون كبيرا· فالدول المتطورة إنما سبقتنا أولا بأفكارها ومخططاتها والنجاح وكما علمتنا التجارب لن يأتي بجرة قلم ولا بالضغط على الزر ما لم تكن هناك أفكار هادفة وبرامج معقلنة، فالتسيير لا يقتصر على التعاقد مع مدرب ولاعبين ودفع المستحقات، لأن المسير الناجح هو من ينجح أيضا بأفكاره ونظرته الثاقبة بحثا عما يمكن أن يعود بالنفع المادي والمعنوي على الفريق ككل، والأكيد أن الوداد بفكرته هاته يكون قد كسب نقاطا ثمينة ومشجعة لبدعة ستكون من دون شك حسنة على الكرة المغربية في درب بلوغها شط الإحتراف·